بقلم : رودولفو فوغويل
بعد مضيّ يومٍ كاملٍ من البقاءِ في الجحر يصير المشيُ صعباً, لكن هكذا أفضل، فقضاءُ بعضِ الوقتِ في الدّفءِ يُساعد الإنسان على تحمّل البردِ أكثر. إذا خرج المرء من هذا القدر من الدفء, من جوّ حرارته خمسةَ عشرَ أو عشرين درجةً كما هو الحال في التّجويف القريب من المستودع، سيشعر بالبرد وسيعاني منه و سيستغرق وقتاً في الاعتياد عليه. البرد يؤلم , وكأن الهواء مجرّد زجاجٍ, تحاول أن تتنفس فلا يدخل رئتيك, لكن مَن يقضي يوماً كاملاً في البرد يعرفُ أنَّ الذين يأتونَ مِن الدّفءِ يستطيعون الحركةَ والسّير وتسلّق التلّ في الوقت الذي يعجز فيه هو عن التحمّل أكثر. لأنَّ الذي تعرّض للبرد مُدّةً طويلةً يرغب بالبقاء ساكناً يرتجف تاركاً نفسه يبردُ حتّى يتوقّف كلّ شيءٍ عن الألم ويموتُ.
No review given yet!