بقلم : عيسى ناصري
محقّق يقرأ روايةً عثر فيها أخيرًا على فكِّ لغزِ جريمةٍ ظلّت تؤرّقه لمدة طويلة، يجد القارىء نفسه أمام روايات ومذكّرات وتقارير صحفيّة وأحلام وهلاوس ورؤى، يعتقد القارىء أنها رواية بوليسية في البداية، إلا أنها تتحول لرحلة من التّشويق عبر ما يقارب ثمانية عشر قرنًا من وجود الإنسان على الأرض.تتفرّع الأحداث والوقائع مثل جداول مائية تائهة في صحراء قاحلة، يحسب القارىء أن لا شيء يجمع بينها، فإذا هي تجتمع تدريجيًّا في نهر الحكاية العظيم. يفرد الكاتب قطع فسيفساء جمعها من أمكنة وأزمنة متباعدة، ثمّ يشرع في ترتيبها قطعةً قطعةً حتّى تتشابك وتتناغم، لتشكّل جسد الرواية في شكلها النهائي.توقظ الرواية في ذهن القارىء العديد من التساؤلات، من أين تنهض الحريّة؟ من الذاكرة أم من الإرادة أم من تزاوجهما معًا؟ ومن منهما يحدّد الآخر وينحته، الفنّ أم الوجود؟ أليس ما يبقى من هذه الحياة قطعة فسيفساء تقولها وتسلم الباقي إلى النسيان؟
No review given yet!