ما زالت قصة هيلين كيلر (١٨٨٠-١٩٦٨) راسخة في أذهان من قرأها في المرحلة الابتدائية، ونذكرها في أحاديثنا كمثال على إثبات الإرادة والعزيمة ورغبة في النجاح، حتى عام ١٩٨٠ أصدر الرئيس جيمي كارتر مرسوما للاحتفال بميلادها. هل الإرادة تبرز من خلال القدرات وسلامة الجسم، أم الإرادة نابعة من العقل وتحتضنها بيئة أسرية واعية وتوجه فائض العواطف الوجدانية إلى اكتشاف الذات وإقناع الشخص أن لديه مهارات يستطيع تحقيق ما يصبو إليه. نجد صعوبة في معرفة معنى الإرادة لأننا لم نسمعها من أفواه من جربها ومارسها، اكتفينا بقراءة معناها من القواميس أو سمعنا قصصا عن قوة العزيمة والنجاح من خارج واقعنا الاجتماعي حتى ظننا أن تحدي الذات وتحقيق الإنجازات يأتي من خارج المجتمعات العربية والإسلامية، كأننا لم نقرأ لأمير المؤمنين عليه السلام: "خير الهمم أعلاها"، " لا شرف كبعد الهمة". لا نهتم بنشر قصص النجاح ولا حكايات الإرادة والعزيمة لأبنائنا وبناتنا حتى أصبح مجتمعنا يستورد قصص الآخرين، وظن الكثير أن مجتمعنا لا ينجب من يرسم خريطة النجاح ويوثق اسمه من الناجحين المتميزين الذين يفوقوا من قرأ عنهم، يعيش بيننا الملهمون، نماذج النجاح والتميز موجودون بين ظهرانينا. هذه قصة حسين محمد البقشي نموذج جميل والأجمل اعتزازه بذاته وتوثيق تجربته الملهمة، المهندس حسين في تأليف كتابه (همة تخترق الجبال) أراد نشر مثال النجاح والإلهام وأثبت بتوثيق محطات حياته العلمية ليقول لمجتمعه: إنك أيها الشاب لديك ما تقدمه لنفسك، وفي داخلك ثورة النجاح وإمكانيات التفوق، لكن ابحث عنها فيما وهبه الله لك من مهارات ومواهب.
No review given yet!